الجمعة، 15 أغسطس 2008

رفقاً بالغربة والفاقة..



لن أنسى تلك الدمعات التي بددت شعوري بالسعادة والروعة في ذلك اليوم، يوم أن كان الجميع يستعد لحفل ، والهدايا والبهجة تملأ المكان ..

كانت تمسح دمعاتها بأكمامها وهي ممسكة بـ(المكنسة) ولم تتوقف عن العمل..!

عجباً لنا ..

إنه الترف الذي يجعلنا نتناسى كثيرا حجم نعم الله علينا حتى تستوقفنا نظرات الضعفاء..

عفوك يا الله .. وحمدا لك.. لا نحصي ثناءً عليك..

هكذا يرانا الضعفاء : مترفون، لاهون ، أنانيون، بل ربما شيء لا ندركه وسط انغماسنا في هذه النعم،

حزنت والدتي لدمعات تلك الخادمة المسكينة التي كانت حتماً تفكر بمن أجبرتها الظروف على تركهم خلفها.. لا يكاد الطعام يسدّ جوعهم، ويكسي أجسادهم ،،

فكيف وهم يروننا بهذا الترف والكماليات التي أصبحت جزءً من حياتنا لا نحتمل فقده..!

ونلهوا كثيرا عن شكر الواهب..!

كانت والدتي أعدّت لهؤلاء المغتربات هدايا يشاركوننا فيها الفرحة ؛ ولكن ذلك لم يكفِ والدتي عن البكاء معها وماذا عساها أن تفعل غير ذلك لتشاركها ألماً طالما ذهب بخيالها إلى حيث هُم ..

هؤلاء بيننا ونحن نرفل بالسعة والأرزاق ويرون أحيانا مظاهر مؤسفة تدمي قلوبهم المكسورة من سوء معاملة أو تقصير في حقوقهم وكأنهم ليسوا بشرا مثلنا ، ومن بذخ وإسراف وتبذير وغير ذلك مما يؤلم تلك النفوس المتعبة..

قال صلى الله عليه وسلم : "إخوانكم خولكم، جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن تكلفوهم فأعينوهم".(متفق عليه).

وقال صلى الله عليه وسلم : "الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض، يرحمكم من في السماء".(رواه الترمذي).

وقال عليه الصلاة والسلام: "من لا يرحم لا يرحم". (رواه البخاري).

فيا كل (إنسان) ، ثم (مسلم) رفقا بتلك الإنسانية..

ولنتذكر وقوفنا بين يدي من لا تخفى عليه خافية ..

هناك 4 تعليقات:

Mr.Caffeine يقول...

السلام عليكم ..

قرأتُ كل مواضيعكِ واحدا تلو الآخر ..

وخرجتُ بنتائج كثيرة أهمها أن اختياركِ لعنوان مدونتكِ كان موفقاً..

فقد لمستُ هذا السمو في كتاباتك ومواضيعك ..

جُلها هادفة وتنم عن رقي يراعك وسمو حرفك ..

أختي الفاضلة ..

موضوعك عن الخدم الحديث عنه ذو شجون فنحن هذه الأيام وللأسف نرى مناظر تنقبض لها القلوب وتقشعر منها الأبدان من سوء المعاملة والتعالي على هؤلاء البشر المساكين الذين حرموا لحكمة يعلمها الله من لذة العيش والاستقرارفي أوطانهم وبين اهلهم وابناءهم ..وتحملوا مذلة المهنة والغربة ومع ذلك تجدين اناسا لا أدري حقيقة أين ذهبت الرحمة من قلوبهم ..أين ذهبت إنسانيتهم ..وهم يعاملونهم بقسوة ودونية ويحملونهم مالا طاقة لهم بل تصل الحال في بعض الأحيان إلى ضربهم وإهانتهم بالالفاظ البذيئة المؤلمة ..

أعجبني كثيرا خلق والدتك وحسن تعاملها مع الخادمة هذا مايجب نتصف به جميعا ..فلنكن فطنين وغير شكاكين فلا نتهمهم بأشياء قد يكونوا منها براء ولنعلم أن نصر الأمة إنما هو بدعوة ضعفاءها ودعوة المظلوم لاترد..

ولنجعل لهم اوقاتا لنستمع فيها لهم ونحاورهم ونسألهم عن أهلهم وأقاربهم وابناءهم إن كانوا متزوجين فذلك من شأنه أن يرقق قلوبهم ويطيب أنفسهم ..

ولامانع من تقديم الهدايا لهم في الاعياد لنزيل عنهم شعور الغربة القاتل ..

ولابد لنا من اعطاءهم اجورهم الشهرية اولا باول وايصالها لاهاليهم عن طريق الحوالات البنكية ..

شكرا لكِ أيها الكريمة على موضوعك السامي كسمو روحك الطيبة ..

دمتي بخير وعافية وصحة

خربشات منبعها الرووح يقول...

سمو الرساله

ماذا عساني اضيف الى تلك الكلمات التي قبضت قلبي واطلقت العنان لمخيلتي بتخيل لو اننا مررنا بمثل تلك الدول

نعم

"

هناك مناظر مؤسفه يرونها هم ونراها نحن

نعم

"

هناك عوائل تعالت على النعم ونسيت او تناسه ان الذي وهبها قادر على سلبها

اللهم ارحمنا برحمتك ولا تكلنا الى انفسنا طرفه عين واغننا بحلالك عن حرامك

"""

اشكرك اختي على مقالتك

ودمتي بود

"
"

سُموُّ الرِّسالة .. يقول...

Mr.Caffeine
وعليكم السلام ..

(قرأتُ كل مواضيعكِ واحدا تلو الآخر ..)
أسعدني جدا..

شكرا بحجم هذا الثناء لمدونة متواضعة ،
إضافة (قيّمة جدا) تمعّنت بأحرفها،
أدام الله عليك خيراته..
وشكرا جزيلا على هذا الأثر الطيب.

سُموُّ الرِّسالة .. يقول...

خربشات منبعها الرووح..
آميييين ،

أسعدني مرورك وشعورك النبيل حقاً من يضمن الغد؟! والتاريخ برهان ؛ فماذا كانت الهند (معقل التجار) وأقرب منها العراق (العلم والنعيم)..!
وماذا أضحت !!

شكرا جزيلا لك،
دمت بحفظ الرحمن.