السبت، 16 أغسطس 2008

حال دون الأحبّة..!


(الموت) - بكل رهبته - كذلك..!


صورة معبّرة جدا لإحدى محترفات التصوير ذهبت بي بعيداً..!

أليست حياتنا كذلك ؟

أوَليس الموت بخفة هذه الزجاجة قد يحلّ بأي لحظة رغم عظيم أثره ؟!

أوَليس يفرّق بين أحبّة كانوا سويّاً قبل لحظة وبرهافة هذه الزجاجة يحول بينهم..!

أوَلسنا نمدّ أيدينا نستجدي روحاً تسكننا ولكننا لا نلامسها..، فنطرق وتدمع أرواحنا حزناً وحنينا..!

أوليس هو قدرنا أيضاً.. وهل سيحول بيننا وبين من نحب بلحظة..؟!

هل أعددنا اوكسجينا مضغوطا يمكننا من العيش ويقينا من الضنك والحشر بداخلها..؟!!

إنه المصير الذي ينتظرنا ولن يهشم أحبتنا الزجاج لينتشلونا من الضيق و الإختناق ..!



فهل تزودنا قبل السفر ..؟!

لماذا نتجاهل ذاك المصير؟!

ونخطط لأمور بعيدة ربما وهميّة بفطنة ودهاء ونتغابى أو نتناسى ببلاهة أمرا محتّماً قد يحل بأي لحظة ؟!

وبعده البوار عياذا بالله من ذلك أو الفوز الحقيقي جعلنا الله ووالدينا من أهله..

(لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلْ الْعَامِلُونَ)..


وفقنا الله جميعاً لزاد التقوى..



الجمعة، 15 أغسطس 2008

حمّى الإستهلاك ..!


هل نحن مصابون حقاً بالشّره وحمّى الإستهلاك..؟!


نظرة سريعة يميناً أو شمالاً في أي طريق لدينا تدلّك على الإجابة : مطعم، تموينات ، مخبز ، متجر ملابس ، متجر أثاث، سوق كبير، محطة، مقهى، ....


ليس العتب على أننا لا نخبز في منازلنا، ولا لماذا لا نخيط ملابسنا بأيدينا ، ولست أتمنى (بقرة) في كل منزل لتوفر لنا اللبن والزبد والجبن.. وتحمي أجسادنا من أن تُبنى على لؤم الدنمارك..!


ولكن لماذا كل هذا السُّعار والهوس..!


الذي أصبحت معه حتى (القهوة) تجلب من خارج المنزل بشكل يومي لدى البعض..!


وهل أصبحت منازلنا غرف فنادق للراحة والنوم وكل ما عدا ذلك في الخارج..!


وحتى طال السُّعار إلى العقول فتوقف انتاجها وأصبحت "البحوث" أيضاً تشترى دون أدنى جهد..!! وأصبحت المكتبات والخدمات المكتبية تتنافس في ذلك..!


حتى نتاج العقول بات أمراً قابلا للجلب أيضاً..؟!


هل نحن بحاجة حقاً إلى كل الأشياء التي نجلبها أم أنه ترف اعتدنا عليه..!


هل الانتاج بكل أشكاله يحتاج إلى معجزة بهذا القدر..!!


إنها والله كارثة على مختلف الأصعدة تحتاج وقفات ووعي وتثقيف..


ومن يا ترى المسؤول..؟!


من المسؤول..؟!

وهل للإعلام أكبر الأثر ؟

أم أنه هوس وحمّى أصابت الناس ..!


قرأت قبل فترة مقالاً للدكتور/ مجدي سعيد تحت عنوان (حينما تتحول حياتنا إلى سوق كبيرة) ومما ذكره بتصرف :


(أنبياء السوق .. دعاة حمّى الاستهلاك
إذا كان جارودي (المفكر الفرنسي المسلم) يرى أن السوق قد تحولت في حياتنا إلى ديانة ، فإن لكل ديانة أنبياء ودعاة، وأنبياء ديانة السوق الآلات الضخمة للإعلان التي تزين للناس بالليل والنهار، وأينما يولون وجوههم شراء واقتناء للأشياء حتى يصاب الجميع بـ "حمّى الاستهلاك"، والمشكلة في الأمر أن المساحة في ظل تلك الحمى تضيق بين الضروريات والحاجيات والتحسينيات حتى تختفي لتصبح جميعا وكأنها من الضروريات التي لا يستغني الإنسان عنها، ويصبح شعار الجميع "نعم..كلما اشتهينا اشترينا" وكأنه جواب لسؤال أمير المؤمنين عمر لأحد الصحابة رآه يشتري لحما من السوق.)


رفقاً بالغربة والفاقة..



لن أنسى تلك الدمعات التي بددت شعوري بالسعادة والروعة في ذلك اليوم، يوم أن كان الجميع يستعد لحفل ، والهدايا والبهجة تملأ المكان ..

كانت تمسح دمعاتها بأكمامها وهي ممسكة بـ(المكنسة) ولم تتوقف عن العمل..!

عجباً لنا ..

إنه الترف الذي يجعلنا نتناسى كثيرا حجم نعم الله علينا حتى تستوقفنا نظرات الضعفاء..

عفوك يا الله .. وحمدا لك.. لا نحصي ثناءً عليك..

هكذا يرانا الضعفاء : مترفون، لاهون ، أنانيون، بل ربما شيء لا ندركه وسط انغماسنا في هذه النعم،

حزنت والدتي لدمعات تلك الخادمة المسكينة التي كانت حتماً تفكر بمن أجبرتها الظروف على تركهم خلفها.. لا يكاد الطعام يسدّ جوعهم، ويكسي أجسادهم ،،

فكيف وهم يروننا بهذا الترف والكماليات التي أصبحت جزءً من حياتنا لا نحتمل فقده..!

ونلهوا كثيرا عن شكر الواهب..!

كانت والدتي أعدّت لهؤلاء المغتربات هدايا يشاركوننا فيها الفرحة ؛ ولكن ذلك لم يكفِ والدتي عن البكاء معها وماذا عساها أن تفعل غير ذلك لتشاركها ألماً طالما ذهب بخيالها إلى حيث هُم ..

هؤلاء بيننا ونحن نرفل بالسعة والأرزاق ويرون أحيانا مظاهر مؤسفة تدمي قلوبهم المكسورة من سوء معاملة أو تقصير في حقوقهم وكأنهم ليسوا بشرا مثلنا ، ومن بذخ وإسراف وتبذير وغير ذلك مما يؤلم تلك النفوس المتعبة..

قال صلى الله عليه وسلم : "إخوانكم خولكم، جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن تكلفوهم فأعينوهم".(متفق عليه).

وقال صلى الله عليه وسلم : "الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض، يرحمكم من في السماء".(رواه الترمذي).

وقال عليه الصلاة والسلام: "من لا يرحم لا يرحم". (رواه البخاري).

فيا كل (إنسان) ، ثم (مسلم) رفقا بتلك الإنسانية..

ولنتذكر وقوفنا بين يدي من لا تخفى عليه خافية ..

الأحد، 10 أغسطس 2008

شتّان... وبينهما نظرة ..!


أسرتني الصورة جداً وشعرت أن مصوّرها ذا ذائقة مميزة..

ربما شعور شخصي.. يبعث على التأمّل في العديد من مفارقات الحياة ..!

هل يدلّ الشباك على حال من بالداخل ..؟
حالان مختلفان تماما .. :

وصل - هجر،
نبض - سكون،
عناية - إهمال،
عمار - خراب،
حياة - موت ... ؟!

أم أنها بصمات مختلفة لأحوال متشابهة اختلفت باختلاف الأرواح ، والنظرة للحياة ..؟!

بالنسبة لي الأخير ما أعتقد ؛ فكل له نظرته وانطباعاته تجاه أحوال يمكنه ألا ينصبغ بلونها..!



فبين الأمل واليأس..

بين التفاؤل والتشاؤم..

بين البسمة والشحوب..

أعتقد فقط أنه : النهوض والتنفيذ أو التقاعس والاستسلام ..!

مهما لفّ الحياة من ظروف..

لم يسلم منها صفوة الخلق عليهم السلام بل هم الأشدّ بلاءً ثم الأمثل فالأمثل..!

أعتقد أن ذلك كافٍ لرسم بسمة الرضى والتسليم رغم علقم الوقائع..

لِمَ الجزع والسواد وكلا أمرانا خير ..؟!

نعم إنه الألم دافع ذاك الطابع ولكن ألا تكفي طعناته..؟!

لماذا نجعل نزفه يلوّن الحياة فتغدو دامية مؤلمة..؟!

..............

اخلع عنك وشاح الأسى وارفض أن تكون صدى للألم..

حتما ستكون حياتك أفضل وأجمل ..!


........ !! .........







الجمعة، 8 أغسطس 2008

جنون " الطّاغية "





مؤلمة..
موجعة...
أكثر وأكبر من بكااااء و قهر ..
دنياً لا شيء فيها يستحق..!
"ألا لعنة الله على الظالمين"
"ألا لعنة الله على الظالمين"

كل هذه أفعال وحش متعطّش للدماء للبؤس للشقاء..
"متدين" نعتوه.. بل "معتوه" تولى الزمام ؛
فأي جنون سيحدث في العالم وها هو حدث..
...............................

إليك حبيبتي ..
لا عليك انه ينشر السلام ويقمع الإرهاب..!
اعذريه هو فقط كان يؤدي امتحان تطبيقي لنظرية "داروين" عليك ،
وقد فاق كل النتائج وتفوق جدا ؛ وسيشكرك لاحقا ويمدّك بإعانات طبع عليها "عمل إنساني -غير مخصص للبيع-" وستفرحين بذلك جدا فما قيمة وجود والديك.. أمام السخاء الأحمر للطاغية؟!
سيعوّضك بما هو خير منهما حين يجتاز الامتحان.. فتصبري قليلا.. !
صدّقي الزيف في زمن الزيف أنتِ..!
هو لا يكرهك ولا يكره دينك ؛ إنما يشفق على حال أنت فيها ولا يطيب له عيش وأنت كذلك ، لأن والدك ظالم جاهل ومتخلّف أيضاً.. فجاء ليخلصك منه وليضمك تحت مخالبه ويكفيك نكبات الزمان ويرقى بك وبشعبك..!
لن يفعل أبشع أقصد أروع من ذلك..
ارفعي رأسك حبيبتي وارفعي رأس الصغير أفهميه بأن غدكم رائع ، وأن الذين ماتوا حرموا من جنة الطغاة وأشواكها الغناء، لن يلجوها معكم..
هدّئي من روعه ، قولي له لا تخف من هذه التي تراها فليست قناصة تزيحك من هذا الوجع ، إنما هي قناصة قصة تصوّب للعالم ذروة الجنون..
وانتبهي أن تفتلي ضفائرك التي أتقنتهما تلك الأيدي الطاهرة الراحلة ؛ لأن الطاغية مشغول ولا يتقن لفّ الضفائر الطاهرة ، ولا تتخلصي من حذائك فليس لديه وقت وذوق ليقتني لك حذاء مورّد يعجبك -كما والدتك- وإن كان يتمنى ؛ ولكنهن كثيرات مثيلاتك اللاتي آواهن إلى مخالبه ولا يستطيع تلبية رغبات الجميع فلا تتعبيه’، واعتني بنفسك وأخيك قليلا وتحملي المسؤولية ولن يقصّر فيما أراد لمستقبلكم سيزرع الأشواك بكل الألوان المبهجة وسيجرّ الشوك على عهن أرواحكم ليصبغها بتلك الألوان..
الله معك..!
الله معك.. !
....................................
رحم الله حال نحن فيها نبكي الصور – ليس إلّا- ..!!
...................................
همسة : إخوتي لن نستطيع أن نؤويهما.. والعالم الإسلامي يضجّ بمثلاءٍ لم تنقلهم عدسة..!
فلنسلّحهما بالصدقة والدعاء..

السبت، 2 أغسطس 2008

ليس مجرد ظاهرة..! عفوك يا الله..

دعوة للمحاسبة ..
الكسوف والخسوف آيتان يخوف الله بهما عباده قال الله تعالى:﴿وَمَا نُرْسِلُ بِالْآياتِ إِلَّا تَخْوِيفاً﴾(الإسراء: آية 59).
ففي الصحيحين أن الشمس كسفت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المسجد فزعاً...... والشاهد في آخره قال : وانجلت الشمس قبل أن ينصرف، ثم خطب خطبة بليغة كان منها أن قال: (إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتموهما فافزعوا إلى الصلاة). وقال أيضاً:(ولكنهما آيتان من آيات الله يخوف الله بهما عباده)(متفق عليه.)
قال الله تعالى :﴿فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ. وَخَسَفَ الْقَمَرُ. وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ. يَقُولُ الإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ .كَلَّا لا وَزَرَ. إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ. يُنَبَّأُ الإنْسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ ﴾(القيامة: 7-13) ولذلك لما كسفت الشمس في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم قام رسول الله فزعاً يجرّ رداءه ، وهو المسدد بالوحي صلى الله عليه وسلم وأتقى الخلق لربه، فكيف بالعبد الضعيف المسرف على نفسه يراها ظاهرة طبيعية ولا مخافة..!!
وكثير من وسائل الإعلام تصنفها كذلك دون أدنى ذكر لسببها الحقيقي الذي توجل منه القلوب المؤمنة وفي ذلك امتحان القلوب.. ولكن الغافل معرض لا تحرك مخافة الله ساكنه قال تعالى : (وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ .وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ.أَفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ﴾(يوسف:105-107)
وقد قال صلى الله عليه وسلم في خطبة الكسوف: (يا أمة محمد والله ما من أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته. يا أمة محمد لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً)(متفق عليه). وفي ذلك دلالة على أن من أسباب الكسوف الشرعية كثرة الذنوب والمعاصي والغفلة عن الآخرة واللهو في الدنيا ، و من أعظم الأسباب التي يقع بها كسوف الشمس وخسوف القمر كثرة الزنا وظهوره وقد حذر الله أهل الإيمان من قربان الزنا فضلاً عن الوقوع فيه قال تعالى:﴿وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً﴾(الإسراء:32). ومن ذلك ما يدركه كل عاقل من فحش وخطر داهم عبر قنوات الفساد والإفساد وما تشيع من محرمات وفواحش لا يخشى الناظر إليها أن يجعل الله أهون الناظرين إليه - عجبا وأنفاسه بين يديه -..!!
إلى كل الأحبة.. الخسوف والكسوف دعوة للمحاسبة ؛
فما أقرب الرحيل ومن منّا يملك أنفاسه..!!